أخر الاخبار

معنى مدارس الريادة الجديدة بالمغرب وأهم أهدافها وخطة تعميمها

مفهوم مدارس الريادة و أهدافها و تعميمها بالمغرب

تسعى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى معالجة المشاكل التي تعاني منها منظومة التعليم بالمغرب من خلال مبادرات إصلاحية طموحة. ومن أبرز هذه المبادرات مدارس الريادة، التي تعتبر أحد أهم أدوات تنزيل خارطة الطريق 2022 – 2026. لكن ما معنى مدرسة الريادة؟ وما أهدافها؟ وكيف تُنفّذ فعليًا داخل الأقسام؟

ماذا نقصد بمدرسة الريادة؟

مدارس الريادة هي نموذج تربوي جديد ضمن المنظومة التعليمية العمومية لمدرسة الغد بالمغرب، يهدف هذا النموذج المبتكر إلة الرفع من  جودة التعليم من خلال اعتماد مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد، تشمل:

  • التلميذ: جعله محور العملية التعليمية، مع دعم قدراته وتنمية مهاراته الأساسية في القراءة، الحساب، واللغات، وتقليل الهدر المدرسي.
  • الأستاذ: تأهيل الأساتذة و الأستاذات  وتطوير مهاراتهم عبر تكوين مستمر في أساليب التدريس الحديثة والمناهج التربوية الفعّالة.
  • الفضاء المدرسي: تحسين البنية التحتية للمدرسة (أقسام، مرافق صحية، أمن ونظافة) وتهيئة بيئة تعليمية محفزة ومشجعة على التعلم.
  • التكنولوجيا الرقمية: دمج الوسائل الرقمية في العملية التعليمية ومتابعة أداء التلاميذ عبر منصات متخصصة مثل “مسار”.

ما سبب انشاء مدارس الريادة؟

جاء هذا البرنامج استجابة لمجموعة من التحديات التي كشفتها التقويمات الوطنية والدولية:

  • فقط %30 من تلاميذ التعليم الابتدائي في المغرب يتحكمون في التعلمات المقررة وفق برنامج PNEA 2019.
  • في اللغة الفرنسية: %24 فقط يتحكمون في المستوى الأدنى من التعلمات.
  • في الرياضيات: لا يتجاوز التحكم %42.
  • حسب PISA 2018، حلّ المغرب في المرتبة 75 من أصل 79 دولة، حيث لم يتجاوز العديد من التلاميذ الحد الأدنى من الكفايات الأساسية.

هذه الأرقام أظهرت بوضوح الحاجة إلى نموذج جديد يركز على معالجة التعثرات العميقة في التعلمات.

ما هي أهداف مدارس الريادة؟

وضعت الوزارة أهدافًا دقيقة وقابلة للقياس، من بينها:

الهدف النسبة/النتيجة المستهدفة
رفع نسبة المتعلمين المتحكمين في التعلمات الأساس 80% في كل مستوى دراسي
تحسين نتائج المغرب في الاختبارات الدولية (PISA, TIMSS) +100 نقطة في العربية والرياضيات
التحكم في اللغة الفرنسية بلوغ مستوى A2–B1 بنهاية الابتدائي
تقليص الهدر المدرسي
خفض نسب الانقطاع بشكل ملحوظ

مميزات مدارس الريادة

يمكن تلخيص خصائصها في ثلاثة محاور رئيسية:

1) التلميذ

  • تقويم موضوعي ومستمر للتعلمات.
  • مواكبة دائمة لمعالجة التعثرات.
  • أنشطة موازية وحياة مدرسية محفزة.
  • تواصل فعال مع الأسر.

2) الأستاذ

  • تكوين مستمر حول التدريس الفعّال والتعليم وفق المستوى المناسب.
  • مواكبة ميدانية مباشرة من طرف المفتشين.
  • تجهيزات وبيداغوجيا داعمة (كتب مدرسية مطوَّرة، دروس رقمية تفاعلية).

3) المؤسسة

  • مشروع مؤسسة مندمج ومحين وفق معايير «شارة الريادة».
  • فضاءات مجهزة ومؤهلة (مكتبات صفية، وسائل ديداكتيكية حديثة، حواسيب محمولة للأساتذة).
  • برامج للنظافة والأمن المدرسي.

برنامج دعم التعلمات الأساس

أحد الأعمدة المركزية في مدارس الريادة هو برنامج دعم التعلمات الأساس، الذي يعتمد على:
  • 6 إلى 4 أسابيع دعم مكثف في بداية السنة الدراسية. يتم خلاله التدريس وفق المستوى المناسب باعتماد مقاربة TARL.
  • برنامج دعم مستمر طيلة الموسم وفق الحاجة.
  • أنشطة علاجية مبنية على التعليم الصريح (خطوات واضحة، أسئلة منتظمة، استثمار الخطأ).
  • موارد رقمية ودلائل عملية للأساتذة.

نتائج ملموسة للتجريب (2023):

نسبة التلاميذ المتحكمين في القراءة تضاعفت من %7 إلى %52 بعد فترة الدعم.
نسبة المتحكمين في الطرح ارتفعت من %20 إلى %59.
التمكن من الفقرة في الفرنسية ارتفع من %30 إلى %70 بعد الدعم.

علامة "مؤسسة الريادة"

يتم تتويج المؤسسات التي تنجح في تطبيق النموذج بالحصول على شارة "مدرسة الريادة"، والتي ترتبط أحيانًا بتحفيزات مالية وتشجيعات رسمية، مما يخلق دينامية تنافسية إيجابية بين المؤسسات.

تعميم مدارس الريادة بالمغرب

في إطار سعيها إلى تعميم تجربة مدارس الريادة، وضعت وزارة التربية الوطنية خطة واضحة لتوسيع هذه المؤسسات بشكل تدريجي يشمل مختلف الأسلاك التعليمية مع بداية الموسم الدراسي 2025/2026. فبالنسبة للسلك الابتدائي، سترتفع شبكة مدارس الريادة إلى 4634 مؤسسة بعد إضافة 2008 مؤسسة جديدة، فيما سيعرف السلك الإعدادي بدوره توسعًا مهمًا ليصل إلى 786 مؤسسة بعد تعزيزها بـ 554 مؤسسة جديدة.
السلك العدد الحالي المؤسسات الجديدة المجموع المرتقب 2025/2026
الابتدائي 2626 2008 4634
الإعدادي 232 554 786

التحديات التي تواجه مدارس الريادة 

رغم الأهداف الطموحة التي تسعى إليها مدارس الريادة، فإن تعميمها يطرح عدة تحديات على أرض الواقع:
  • البنية التحتية: الحاجة إلى تجهيز المؤسسات بفضاءات ملائمة ووسائل تعليمية عصرية مثل المختبرات وقاعات الإعلاميات، مع تفاوت في الإمكانيات بين المناطق.
  • التكوين المستمر للأطر التربوية: ضرورة إعداد برامج تكوين ومواكبة دائمة للأساتذة لضمان تمكنهم من طرائق التدريس الحديثة.
  • الرقمنة: ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض المناطق، خاصة القروية، من حيث الربط بالأنترنت والتجهيزات المعلوماتية.
  • الفوارق المجالية: صعوبة تحقيق نفس مستوى الجودة والخدمات بين الوسطين الحضري والقروي.
  • المواكبة الاجتماعية: أهمية انخراط الأسر والتلاميذ في تبني فلسفة هذه المدارس عبر جهود تواصلية وتحسيسية مستمرة.

خلاصة

تمثل مدارس الريادة في المغرب خطوة استراتيجية لإعادة بناء الثقة في المدرسة العمومية عبر:
  • التركيز على التعلمات الأساسية.
  • مواكبة الأساتذة بالتكوينات الحديثة.
  • تحفيز المؤسسات بنموذج قائم على النتائج
النجاح الملموس الذي أظهرته التجارب الأولى (ارتفاع نسب التحكم بعد الدعم) يؤكد أن هذا البرنامج قادر على إحداث تغيير حقيقي، إذا ما تم تعميمه وتثمين ممارساته الناجحة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-